رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ١٢٦
أم أنت متجاوز عمن عفر لك وجهه تذللا؟ أم أنت مغن من شكى إليك فقره توكلا؟.
____________________
يقال: بكاه وبكى له وبكاه بالتشديد بمعنى.
والمراد من البكاء على الله البكاء على ما فاته من طاعته أو على ما ارتكبه من عصيانه. ويحتمل أن يكون على حذف الجار، يقال توسعا أي: بكا إليك، كما يقال شكاه حاله أي: شكى إليه حاله، فحذف وأوصل. وهو كثير واقع في فصيح الكلام، كقوله تعالى: «فاستبقوا الصراط» (1) أي: إليه، و «سنعيدها سيرتها» (2).
أي إليها، «والقمر قدرناه منازل» (3) أي: قدرنا له منازل. وأسرع في مشيه وغيره إسراعا: عجل. قيل: الأصل أسرع مشيه و «في» زائدة. وقيل الأصل أسرع الحركة في مشيه.
وقيل: أسرع الحركة لازم كسرع، نص عليه ابن سيدة (4) فيكون الظرف حالا أي. أخذا في البكاء.
وفي رواية «وأسرع» بالواو العاطفة مسندا إلى ضمير الغائب على انه فعل ماض معطوف على بكاك.
«أم» هذه كالتي قبلها، إلا أنها تحتمل أن تكون هنا مقتضية مع الإضراب استفهاما كما تقدم ويحتمل أن تكون لمحض الإضراب، والمعنى: بل أنت متجاوز من غير تقدير «هل».
والتجاوز: العفو والصفح، وقد تقدم الكلام عليه.
وعفر وجهه عفرا - من باب ضرب - وعفره بالتثقيل للمبالغة: مرغه في العفر، وهو وجه الأرض، ويطلق على مطلق التراب.

(1) سورة يس: الآية: 66.
(2) سورة طه: الآية: 21.
(3) سورة يس: الآية: 39.
(4) لم نعثر عليه.
(١٢٦)
مفاتيح البحث: سورة طه (1)، سورة يس (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»
الفهرست