كتاب الكفارات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين (وفيه مقصدان: الأول في حصرها وتنقسم إلى مرتبة ومخيرة، وما يجتمع فيه الأمران، وكفارة الجمع.
فالمرتبة كفارة الظهار وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ومثلها كفارة قتل الخطأ.
وكفارة من أفطر يوما من قضاء شهر رمضان بعد الزوال عامدا إطعام عشرة مساكين فإن لم يجد صام ثلاثة أيام متتابعات).
الكفارة اسم التكفير بمعنى الستر ومنه الكافر لأنه ستر الحق، وفي الشرع العبادة المخصوصة وعرفت بأنها طاعة مخصوصة مسقطة للعقوبة، أو مخففة غالبا. و التقييد بالغلبة لتدخل كفارة قتل الخطأ فإنها ليست عقوبة، ولا يبعد أن تكون باقية في عرف الشرع على معناها اللغوي حيث إن الفعل المخصوص يكون ساترا فتارة يسقط به العقوبة، وأخرى تخفف به، وثالثة فيما وقع شئ يجب أو يستحب بملاحظة الفعل المخصوص ولذا يستحسن الاعتذار وذكر في حديث الرفع وإن لم يتحقق استحقاق العقوبة ككفارة قتل الخطأ وفوت صلاة العشاء من جهة النوم بلا اختيار ثم إن الكفارة المأمور بها من جهة الأمر لا تجب فورا لأن الأمر لا يقتضي الفورية كما بين في الأصول.