في الفص الشيثى من فصوص الحكم عند تقسيم العطيات إلى الذاتية والاسمائيه بهذه العبارة ان التجلي من الذات لا يكون ابدا الا بصوره استعداد المتجلى له غير ذلك لا يكون فإذا المتجلى له ما رأى سوى صورته في مرآه الحق وما رأى الحق ولا يمكن ان تراه مع علمه انه ما رأى صورته الا فيه كالمرآه في الشاهد إذا رأيت الصور فيها لا تراها مع علمك انك ما رأيت الصور أو صورتك الا فيها ثم قال وإذا ذقت هذا ذقت الغاية التي ليس فوقها غاية في حق المخلوق (1) فلا تطمع ولا تتعب نفسك في أن تترقى (2) أعلى من هذا الدرج فما هو ثم أصلا وما بعده الا العدم المحض (3) فهو مرآتك في رؤيتك نفسك وأنت مرآته في رؤية أسمائه وظهور احكامها وليست سوى عينه انتهى تعقيب آخر ثم انكشف لك مما تلوناه عليك ان اختلاف المذاهب بين الناس وتخالفهم في باب معرفه الحق يرجع إلى اختلاف انحاء مشاهداتهم لتجليات الحق والرد والانكار منهم يؤول إلى غلبه احكام بعض المواطن على بعضهم دون بعض واحتجاب بعض المجالى عن واحد دون آخر فإذا تجلى الحق بالصفات السلبية للعقول القادسه يقبلونه تلك العقول ويسبحونه عن شوائب التشبيه والنقص ويمجدونه عن لوازم التجسم والتكثر فهكذا حال كل من كان من جمله العقول المنزهه المسبحه كبعض الحكماء وينكره كل من لم يكن من المجردين كالوهم والخيال والنفوس المنطبعه وقواها وهكذا حال من كان في درجه تلك القوى الادراكية بحسب ما يكون الغالب فيه كأكثر الظاهريين والمشبهين إذ ليس من شانهم ادراك
(٣٦٤)