واما الثالث فلان الممتنع بالذات لا يمكن ان يستند اليه الممكن بالذات باعتبار جانب الوجود فان معطى الكمال لا يقصر عنه بل يزيد عليه في الجهة التي يحصل منه في غيره والممتنع لاحظ له من أصل الثبوت فضلا عن كماله وقد علمت أن لا خبر عنه الا بحسب مفهوم اللفظ لا غير.
وبهذا يندفع ما أورده بعض اجله الفضلاء في شرحه للهياكل على البرهان الذي اقامه صاحب حكمه الاشراق على قاعده امكان الأشرف المستفاد أصله من معلم الفلاسفة ارسطاطاليس كما يظهر بالمراجعه إلى كلام المبرهن وايراد المورد عليه إذ مبناه (1) ان الشئ الممكن الوجود ربما لم يوجد لامتناع علته امتناعا ذاتيا فلا يلزم ان يكون ما هو الأشرف من الممكنات الابداعيه على تجويز امكان وجوده واقعا في الخارج إذ ربما لم يقع مع كونه ممكنا لامتناع جهة في الواجب بالذات اشرف مما هو عليه يكون سببا لذلك الممكن الأشرف هذا فإذا تبين الحال مع ضيق المجال عما يوضح به حق المقال وعلو المرام عما يطير اليه طائر العقول باجنحه الأفكار والافهام علمت أن نسبه الممكنات إلى الواحد الحق ليست نسبه الصفات للموصوفات ولا نسبه حلول الاعراض للموضوعات فما ورد في السنة أرباب الذوق والشهود وقرع (2) سمعك من كلمات أصحاب العرفان والكشف ان العالم