الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٤٦
عن صرافة قوتها وسذاجة وحشتها وظلمتها وحيث تحقق ان مبدء تلك الصور والقوى والكيفيات بعد تعلق النفس هي النفس بتأييد المبدأ الاعلى فإذا انقطع تعلق النفس عنها وأنبت فيضان ما يفيض عليها من القوى والكيفيات التي كانت ألبستها وحللها صارت كأنها راجعه إلى صرافة هيوليتها المعراة عن كل حليه وصفه في نفسها فأصبحت معرضا للانمحاق والتلاشي موحشة للطبع مستكرهة عليه كما يشاهد من استيحاش الانسان عن رؤية أجساد الأموات الانسانية وانقباضه عن الانفراد بميت سيما في الليل المظلم.
فصل [9] في تحقيق الصور والمثل الإفلاطونية قد نسب إلى أفلاطون الإلهي أنه قال في كثير من أقاويله موافقا لاستاده سقراط ان للموجودات صور مجرده في عالم الاله (1) وربما يسميها المثل الإلهية وانها لا تدثر ولا تفسد ولكنها باقيه وان الذي يدثر ويفسد انما هي الموجودات التي هي كائنة.
قال الشيخ في الهيات الشفاء ظن قوم ان القسمة (2) توجب وجود شيئين في كل شئ كانسانين (3) في معنى الانسانية انسان فاسد محسوس انسان معقول

(1) عبر عن عالم الجبروت بعالم الاله لأنها من صقع الربوبية واحكام الوجود عليها غالبه واحكام الامكان فيها مستهلكه س ره.
(2) القسمة العقلية توجب وجود شيئين في كل شئ مستقل جوهري إذ سيأتي ان لا رب نوع عندهم للعرض ولا رب جنس ولا لجزء الشئ مطلقا كالرجل والجناه ونحوهما س ره.
(3) وقولهم هذا كقولهم الانسان منه قار ومنه سيال والأين منه قار ومنه سيال وكذا في الكيف والوضع وغيرهما والمراد بمعنى الانسانية هو الكلى الطبيعي الصادق على الانسان والسيال والانسان الثابت المعبر عنه بادم الأول في كلام مولانا وسيدنا على ع س ره.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست