عن صرافة قوتها وسذاجة وحشتها وظلمتها وحيث تحقق ان مبدء تلك الصور والقوى والكيفيات بعد تعلق النفس هي النفس بتأييد المبدأ الاعلى فإذا انقطع تعلق النفس عنها وأنبت فيضان ما يفيض عليها من القوى والكيفيات التي كانت ألبستها وحللها صارت كأنها راجعه إلى صرافة هيوليتها المعراة عن كل حليه وصفه في نفسها فأصبحت معرضا للانمحاق والتلاشي موحشة للطبع مستكرهة عليه كما يشاهد من استيحاش الانسان عن رؤية أجساد الأموات الانسانية وانقباضه عن الانفراد بميت سيما في الليل المظلم.
فصل [9] في تحقيق الصور والمثل الإفلاطونية قد نسب إلى أفلاطون الإلهي أنه قال في كثير من أقاويله موافقا لاستاده سقراط ان للموجودات صور مجرده في عالم الاله (1) وربما يسميها المثل الإلهية وانها لا تدثر ولا تفسد ولكنها باقيه وان الذي يدثر ويفسد انما هي الموجودات التي هي كائنة.
قال الشيخ في الهيات الشفاء ظن قوم ان القسمة (2) توجب وجود شيئين في كل شئ كانسانين (3) في معنى الانسانية انسان فاسد محسوس انسان معقول