وهناك هواء وفيه حيوان هوائية حيه شبيهه بذلك الهواء والأشياء التي هناك كلها حيه وكيف لا تكون حيه وهي في عالم الحياة المحض لا يشوبها الموت البتة وطبائع الحيوان التي هناك مثل طبائع هذه الحيوانات الا ان الطبيعة هناك أعلى وأشرف من هذه الطبيعة لأنها عقلية ليست حيوانية.
فمن انكر قولنا وقال من أين يكون في العالم الاعلى حيوان وسماء وسائر الأشياء التي ذكرناها قلنا إن العالم الاعلى هو الحي التام الذي فيه جميع الأشياء لأنه أبدع (1) من المبدع الأول التام ففيه كل نفس وكل عقل وليس هناك فقر ولا حاجه البتة لان الأشياء التي هناك كلها مملوءة غنى وحياه كأنها حياه تغلى وتفور وجرى حياه تلك الأشياء انما تنبع من عين واحده لا كأنها حراره واحده فقط أو ريح واحده فقط بل كلها كيفية واحده فيها كل كيفية يوجد فيها كل طعم ونقول انك تجد في تلك الكيفية الواحدة طعم الحلاوة والشراب وسائر الأشياء ذوات الطعوم وقواها وسائر الأشياء الطيبة الروائح وجميع الألوان الواقعة تحت البصر وجميع الأشياء الواقعة تحت اللمس وجميع الأشياء الواقعة تحت السمع اي اللحون كلها وأصناف الايقاع وجميع الأشياء الواقعة تحت الحس وهذه كلها موجوده في كيفية واحده مبسوطه على ما وصفناه لان تلك الكيفية حيوانية عقلية تسع جميع الكيفيات التي وصفناه ولا يضيق عن شئ منها من غير أن يختلط بعضها ببعض وينفسد بعضها ببعض بل كلها فيها محفوظه كان كلا منها قائم على حده وقال في الميمر العاشر من كتابه ان كل صوره طبيعية في هذا العالم هي في ذلك العالم الا انها هناك بنوع أفضل وأعلى وذلك انها هاهنا متعلقه بالهيولى