فإنك ان كنت ممن له اهليه التفطن بالحقائق العرفانيه لأجل مناسبه ذاتية واستحقاق فطرى يمكنك ان تتنبه مما أسلفناه من أن كل ممكن من الممكنات يكون ذا جهتين جهة يكون بها موجودا واجبا لغيره من حيث هو موجود وواجب لغيره وهو بهذا الاعتبار يشارك جميع الموجودات في الوجود المطلق من غير تفاوت وجهه أخرى بها يتعين هويتها الوجودية وهو اعتبار كونه في اي درجه من درجات الوجود قوه وضعفا كمالا ونقصانا فان ممكنيه الممكن انما ينبعث من نزوله عن مرتبه الكمال الواجبي والقوة الغير المتناهية والقهر الانم والجلال الارفع وباعتبار كل درجه من درجات القصور عن الوجود المطلق الذي لا يشوبه قصور ولا جهة عدميه ولا حيثية امكانية يحصل للوجود خصائص عقلية وتعينات ذهنية هي المسمات بالماهيات والأعيان الثابتة فكل ممكن زوج تركيبي عند التحليل من جهة مطلق الوجود ومن جهة كونه في مرتبه معينه من القصور فاذن هاهنا ملاحظات عقلية لها احكام مختلفه.
الأول ملاحظه ذات الممكن على الوجه المجمل من غير تحليل إلى تينك الجهتين فهو بهذا الاعتبار (1) موجود ممكن واقع في حد خاص من حدود الموجودات.
والثاني ملاحظه كونها موجودا مطلقا من غير تعين وتخصص بمرتبه من المراتب وحد من الحدود وهذا حقيقة (2) الواجب عند الصوفية يوجد مع الهوية الواجبية