الحق الأول الا في مقام التشبيه والتجسيم وإذا تجلى بالصفات الثبوتيه فتقبله القلوب والنفوس الناطقة لأنها مشبهه من حيث تعلقها بالأجسام ومنزهه من حيث تجرد جوهرها وينكره العقول المجردة الصرفة لعدم اعطاء نشأتها الا مرتبه البعد عن عالم التجسيم والتحاشى عنه فيقبل كل نشاه من النشات العقلية والنفسية والوهميه من التجليات الإلهية ما يناسبها ويليق بحالها وينكر ما يخالفها ولم يكن يعطيه شانها وذلك لان كل أحد لا يشاهد الحق الا بتوسط وجوده الخاص ولا يعرفه الا بوسيلة هويته الخاصة ولا يظهر له من الحق الا ما يتجلى في مرآه ذاته المخصوصة فكل (1) قوه من القوى محجوبه عن الحق بنفسها لا يرى أفضل من ذاتها كالملائكه التي نازعت في حق آدم وكالعقل والوهم فان كلا منهما يدعى السلطنة على غيره ولا يذعن له فالعقل يدعى انه محيط بادراك الحقائق بحسب قوته النظريه وليس كذلك لأنه بحسب قوته الفكريه لا يدرك الا المفهومات (2)
(٣٦٥)