المطلق فالهيولي منفر للعدم المطلق ولا حاجه بنا هاهنا إلى الخوض في لميه ذلك فالهيولي كالمراه الذميمة المشفقه عن استعلان قبحها فمهما يكشف قناعها غطت ذميمها بالكم فقد تقرر ان في الهيولى عشقا غريزيا هذا كلامه في تلك الرسالة فصل [20] في العلة الصورية والفرق بين الطبيعة والصورة اما الصورة فهو الشئ الذي يحصل الشئ به بالفعل سواء ا كان للعنصر قوام بدونها بحسب مطلق الوجود وهو المختص باسم الموضوع كالجسم للأسود أو لم يكن كذلك وهو المختص باسم المادة وهي على الأول عرض وعلى الثاني جوهر وصوره باصطلاح آخر كما علمت من أن الصورة ليست عله صورية للمادة لأنها ليست جزء من المادة بل هي عله فاعليه للمادة وعلمت أيضا ان للصورة عده معان اخر (1) وقد نبهناك على أن الكل مما اشتركت في معنى وحيثية واحده هي جهة الحصول والفعلية والوجود كما أن معاني العنصر جميعا اتفقت في معنى القوة والاستعداد والشوق والحاجة واما الفرق بين الصورة والطبيعة فهو ان اسم الطبيعة واقع بالاشتراك على معان ثلاثة مترتبه بالعموم والخصوص فالعام ذات والخاص مقوم الذات والأخص المقوم الذي هو المبدء الأول للتحريك والتسكين
(٢٤٦)