أصلا فله أيضا إفاضات بنفسه ورشحات بذاته ينبعث عنها الماهيات والاحكام الثابتة المطابقة للواقع الا ان منشا موجوديتها وتحققها ليس الا نفس ذلك الوجود المتحقق بذاته والتام الغنى عما سواه وستسمع لهذا زيادة توضيح فصل [28] في كيفية سريان حقيقة الوجود في الموجودات المتعينة والحقائق الخاصة اعلم أن للأشياء في الموجودية ثلاث مراتب أوليها الوجود الصرف الذي لا يتعلق وجوده بغيره والوجود الذي لا يتقيد بقيد وهو المسمى عند العرفاء بالهويه الغيبية والغيب المطلق والذات الأحدية وهو الذي لا اسم له ولا نعت له ولا يتعلق به معرفه وادراك إذ كل ما له اسم ورسم كان مفهوما من المفهومات الموجودة في العقل أو الوهم وكل ما يتعلق به معرفه وادراك يكون له ارتباط بغيره وتعلق بما سواه وهو ليس كذلك لكونه قبل جميع الأشياء وهو على ما هو عليه في حد نفسه من غير تغير ولا انتقال فهو الغيب المحض والمجهول المطلق الا من قبل لوازمه وآثاره فهو بحسب ذاته المقدسة ليس محدودا مقيدا بتعين ولا مطلقا حتى يكون وجوده بشرط القيود والمخصصات كالفصول والمشخصات وانما لواحق ذاته شرائط ظهوره لا علل وجوده ليلزم النقص في ذاته تعالى عنه علوا كبيرا وهذا الاطلاق امر سلبى يستلزم سلب جميع الأوصاف والاحكام والنعوت عن كنه ذاته وعدم التقيد والتجدد في وصف أو اسم أو تعين أو غير ذلك حتى عن هذه السلوبات باعتبار انها أمور اعتبارية عقلية.
المرتبة الثانية الموجود المتعلق بغيره وهو الوجود المقيد بوصف زائد والمنعوت باحكام محدوده كالعقول والنفوس والأفلاك والعناصر والمركبات من الانسان والدواب والشجر والجماد وسائر الموجودات الخاصة.