هو نفس الوجود واما ما قيل إن الماهيات غير معلوله فقد ذكرنا فيما مضى تأويله.
أقول إن هذا الفاضل ومن كان في طبقته زعموا ان المعلول في ذاته لا بد ان يكون له هويه قبل التأثير وعرض له حاجه زائده على ذاته ثم أفاد العلة وجوده وليست هذه المعاني متحققه للوجود من حيث كونه وجودا بل للماهية لان نسبتها إلى وجودها نسبه القابل إلى المقبول والمادة إلى الصورة في ظرف التحليل فلهذا حكموا بأن اثر العلة هو اتصاف الماهية بالوجود لا الوجود ولم يفقهوا انه لولا الوجود فمن أين نشات الماهية حتى اتصفت أولا بالامكان وثانيا بالحاجه وثالثا بالوجوب ورابعا بالوجود وقد بينا كيفية هذه الاتصافات فلا حاجه إلى أن نعيدها وقد علمت أيضا معنى الافتقار في نفس الوجودات وانها افقر إلى وجود الجاعل من نفس الماهيات اليه وعلمت معنى الحدوث الذاتي للوجود.
والذي ذكره فيما قبل في معنى كون الماهيات غير مجعوله ان المجعولية ليست مفهومها وذلك كما يقال في مباحث الماهية ان عوارض الماهية غير ثابته لها إذا اخذت من حيث هي هي اي من هذه الحيثية ليست ثابته لها لا انها لا يثبت هي للماهية في الواقع فالماهية مجعوله بمعنى ان المجعولية ثابته لها وغير مجعوله بمعنى ان المجعولية ليست عين ذاتها.
أقول هذا مراده من التأويل وقد علمت من طريقتنا ان (1) الأول من المعنيين يؤدى إلى الثاني كما بيناه.
فصل [38] في أنه لا يشترط في الفعل تقدم (2) العدم عليه هذا المبحث كالذي في الفصل السابق وإن كان لائقا بان يذكر في مباحث العلة