لما سنبين ان الممكن انما يفتقر إلى العلة لامكانه لا لحدوثه وانه لا يجب في الفعل المطلق سبق العدم وان كون العالم (1) ممكن الحدوث ليس له ابتداء إذ لا وقت يفرض لان يكون أول أوقات الامكان للشئ الا وهو ممكن الحدوث قبله ثم تخصيص الشئ بوقته وكونه مسبوقا بالعدم الخاص الزماني انما يوجد ويحصل بعد وجود الزمان كما أن تخصيصه بمكان خاص دون غيره انما يتحقق بعد وجود المكان.
وهم وازاله قال بعضهم ان العالم سواء ا كانت قديم الذات أو لم يكن فلا يخلو عن صفات حادثه وتغيرات واستحالات لا ينفك عن زوال شئ وحدوث آخر فبأي طريق وقع الاستناد إلى الواجب تعالى في هذه الحوادث فليقع في استناد أصل العالم اليه مع أن يكون محدثا ودفع بان العلة قد تكون معده وقد تكون مؤثره اما المعدة فيجوز تقدمها على المعلول إذ هي غير مؤثره في وجود المعلول بل هي تقرب الأثر إلى المعلول واما المؤثرة فإنها يجب أن تكون مقارنه للأثر موجوده معه مثاله في الافعال الطبيعية هو ان الثقل عله للهوى فكلما وصل الثقيل منتهيا إلى حد من حدود المسافة في هويه يصير ذلك الانتهاء سببا لاستعداد ان يهوى منه إلى الحد الذي يليه فالعلة المؤثرة في الوصول إلى كل حد هي الثقل والمعدة هي حركه السابقة على ذلك الوصول فبهذه الطريقة يمكن استناد الحوادث بواسطة حركه يقرب العلة إلى المعلول ويجعل المادة مستعدة لقبول التأثير إلى سبب قديم مؤثر في وجود العالم بجميع افراده واجزائه السابقة واللاحقة فان كل شئ فرض أول الحوادث أو ابتدائها فلا بد وأن يكون قبله حركه وتغير ليكون سببا لحدوث الاستعداد وقرب المناسبة لذلك الحادث من المفيض.