صفاتها ولوازمها الأخيرة وآثارها القاصية دون أنفسها ومباديها وأسبابها القصوى.
لا يقال إن تلك الصفات كما هي لازمه لتلك الماهيات فتلك الماهيات أيضا لازمه لتلك الصفات فإذا ساعدتم على معرفه الصفات لزمكم ان يكون العلم بها مقتضيا للعلم بتلك الماهيات ثم يكون العلم بتلك الماهيات عله للعلم بسائر الصفات.
لأنا نقول من الجائز ان يكون الصفات لازمه للموصوفات بلا عكس كلى فان الزوايا الثلاث من المثلث يلزمها أن تكون مساويه لقائمتين وتساوى القائمتين لا يلزمه الزوايا الثلاث من المثلث كالزاويتين اللتين عن جنبي خط مستقيم قام على مثله فإنهما متساويتان لقائمتين مع عدم المثلث وزواياه.
لا يقال إن من المستبين عند الحكماء ان علمنا بنفسنا هو نفس نفسنا فإذا علمنا بحقيقة نفسنا حاضر ابدا فيجب ان نعرف جميع صفات أنفسنا ولوازمها وآثارها من قواها وشعبها ومن جمله لوازمها استغنائها عن البدن وامتناع قدمها وفسادها فيجب ان يكون العلم بهذه الأحوال بينا حاصلا من غير نظر وكسب.
لأنا نقول اللوازم على ضربين لوازم اعتبارية ولوازم غير اعتبارية ومعنى الاعتبارية هاهنا ما لا يكون لها ثبوت الا في الذهن وعند اعتبار العقل إياها وهذا مثل كون النفس قائما بذاته غنيا عن الموضوع وكونها ممكنا وحادثا وباقيا بعد خراب البدن فان بعض هذه الصفات كالغنى والمجرد عبارة عن سلب شئ عنها والسلوب لو كانت ثابته لكان لشئ واحد صفات غير متناهية لأجل سلوب غير متناهية عنه لا مره واحده بل مرارا غير متناهية فيقتضى عللا غير متناهية كذلك وبعضها كالامكان والحدوث والبقاء مما يتكرر نوعه إذا اعتبر كونه ثابتا في الخارج فينجر إلى التسلسل فان الحدوث لو كان ثابتا لكان له حدوث وهكذا إلى غير النهاية وكذا الحكم في البقاء فعلمنا ان تلك الصفات مما لا وجود لها في الخارج فلا يكون