كل نوع جسماني يكون مجردا والبا ماديا أم ليس كذلك بل يكون كل من تلك الأنوار المجردة مثالا لنوع مادي لا مثلا لافراده والمروى عن أفلاطون وتشنيعات المشائين عليه يدل دلاله صريحه على أن تلك الأرباب العقلية من نوع أصنامه المادية ويؤيد ذلك تسميه حكماء الفرس رب كل نوع باسم ذلك النوع حتى أن النبتة التي يسمونها هوم التي تدخل في أوضاع نواميسهم يقدسون لصاحب نوعها ويسمونها هوم ايزد (1) وكذا لجميع الأنواع فإنهم يقولون لصاحب صنم الماء من الملكوت خرداد وما للأشجار سموه مرداد وما للنار سموه ارديبهشت وصاحب الاشراق حمل كلام المتقدمين في تلك الأرباب وتسميتهم كل رب باسم صنمه على مجرد المناسبة والعلية لا على المماثلة النوعية كما يدل عليه قوله في المطارحات وإذا سمعت انباذقلس واغاثاذيمون وغيرهما يشيرون إلى أصحاب الأنواع فافهم غرضهم ولا تظنن (2) انهم يقولون إن صاحب النوع جسم أو جسماني أو له رأس ورجلان وإذا وجدت هرمس يقول إن ذاتا روحانية القت إلى المعارف فقلت لها من أنت فقال انا طباعك التام فلا تحمله على أنه مثلنا انتهى.
ومنها ان الرجلين والجناحين وغير ذلك من الأعضاء إذا كانت من اجزاء ذات الحيوان كيف يكون (3) ذات بسيطه نورية مثالا له سواء ا اخذت وحدها أو مع هيئاتها النورية والمماثلة بين المثال والممثل له وان لم يشترط من جميع الوجوه لكن يلزم ان يقع الجوهري من كل منهما بإزاء الجوهري من الاخر والعرضي بإزاء العرضي.