جهة ربوبيه والعبوديه واما من حيث سنخ الوجود الصرف والوحدة الحقيقية فلا وجوب بالغير حتى يتصف الموصوف به بالامكان بحسب الذات إذ كل ما هو واجب بالغير فهو ممكن بالذات وقد احاطه الامكان الناشى من امتياز تعين من تعينات الوجود عن نفس حقيقته وبالجملة منشا عروض الامكان هو نحو من انحاء الملاحظة العلمية باعتبار جهة هذه الملاحظة التفصيلية كما قد سبق بيانه.
اشاره إلى حال الجوهر والعرض في هذه الطريقة اعلم انك إذا أمعنت النظر في حقائق الأشياء وجدت بعضها متبوعه مكشفه بالعوارض وبعضها تابعه والمتبوعه هي الجواهر والتابعه هي الاعراض ويجمعهما الوجود إذ هو المتجلى بصوره كل منهما والجواهر كلها متحده في عين الجوهر ومفهومه وفي حقيقته وروحه التي هي مثال (1) عقلي هو مبدء للعقليات التي هي أمثلة للصور النوعية الجوهرية في عالم العقل كما يظهر من رأى أفلاطون في المثل النورية وكل عقل انما يقع ظل منه في هذا العالم الهيولاني كما تقرر وكلما هو ابعد من هذا العالم لكونه في أعلى مراتب قرب الحق يكون الواقع منه في هذا العالم اخفى جوهرا وانقص ذاتا من غيره فظل العقل الذي هو رب الجوهر المادي بما هو