والصفرة باعتبار كون أحدهما سوادا والاخر بياضا تضاد بالذات واما باعتبار الخصوصيتين من كون أحدهما حمرة والاخر صفره فبالعرض فالتضاد بين الأوساط يرجع إلى ما يرجع اليه التضاد بين الأطراف فلم يزد التقابل على الأربعة.
واما من قبل الأقدمين فبان التقابل بين مراتب كيفية واحده تقابل في الكمال والنقص كما في مراتب الكمية من نوع واحد واما تقابل مرتبه ضعيفه من السواد مع مرتبه ضعيفه من البياض فعلى قياس ما ذكر في الطريقة الأخرى من أن التضاد بالذات انما هو بين سنخيهما مع قطع النظر عن الخصوصيات لكن بقي الكلام في أن جميع الألوان من مراتب السواد والبياض أم ليس كذلك وما ذكرناه كما ذكره يتم على الأول لا على الثاني وبناء الاشكال على مجرد الاصطلاح وهو امر هين في العقليات والعلوم الحقيقية.
نكته لما تبين اتصاف كل واحد من الموجودات بإضافة وسلب إذ ما من موجود الا وله اضافه إلى غيره بالعلية أو المعلولية أو غيرهما ويسلب عنه أشياء ولا أقل ما هو نقيضه فتقابل التضائف لا يخلو عن جنسه شئ من الأشياء حتى واجب الوجود فإنه مبدء للأشياء وان خلا عن آحاد جزئياته كالأبوة والبنوة والمجاورة وكذا تقابل الايجاب والسلب لا يخرج منه مطلقا ولا من كل واحد من جزئياته كالحجرية واللاحجرية شئ من الأشياء واما القسمان الأخيران من التقابل أعني العدم والملكة والتضاد فكما يخلو بعض الموجودات عن خاصتهما كالبرودة والحرارة والعمى والبصر فكذلك يخلو عن مطلق تقابلهما أشياء فان المفارقات لا تقبل الضدين ولا العدم المقابل للملكة إذ كل ما يمكن لها بالامكان العام فهو حاصل لها فلا يصح فيها هذان القسمان من التقابل لا عاما ولا خاصا فصل [7] في التقابل بين الواحد والكثير