ما لا يكون للعقل سبيل إلى معرفه ذاته وكنه هويته فغير موجود بهذا المعنى فالوحدة الحقيقية بشرط لا وغيب الغيوب حيث لا يكون لاحد من الخلق قدم في شهوده وادراكه فيصدق عليه انه غير موجود لغيره على أن الوجود قد يطلق على المأخوذ من الوجدان وهو أيضا مرجعه إلى الوجود الرابطى فيكون مسلوبا عنه تعالى إذ لا يمكن نيله وظهوره لاحد الا من جهة تعيناته ومظاهره لكن تحققه بذاته وكماله بنفسه ووجوده انما هو بالفعل لا بالقوة وبالوجوب لا بالامكان فذاته يظهر بذاته على ذاته في مرتبه الأحدية الصرفة المعبر عنه بالكنز المخفى في الحديث المشهور ويظهر بعد هذا الظهور ظهور آخر على غيره بل على ذاته وهو الظهور طورا بعد طور في المظاهر المعبر عنه بالمعروفيه وهذا الظهور الثانوي هو مشاهده الذات القيوميه في المرائي العقلية والنفسية بمدارك كل شاهد وعارف وبمشاعر كل ذكى وبليد وعالم وجاهل على حسب درجات الظهور جلاء ا وخفاء وطبقات المدارك كمالا ونقصا والتكثر في الظهورات والتفاوت في الشئونات لا يقدح وحده الذات ولا ينثلم الكمال الواجبي ولا يتغير به الوجود الثابت الأزلي عما كان عليه بل الان كما كان حيث كان ولم يكن معه شئ ولذا قيل وما الوجه الا واحد غير أنه * إذا أنت عددت المرايا تعددا فصل [31] في الإشارة إلى نفى جهات الشرور عن الوجود الحقيقي (1) اعلم أن الشيئيه للممكن يكون على وجهين شيئية الوجود وشيئيه الماهية
(٣٤٧)