وسائر الموجودات بل يرى الكل في حكم الشئ الواحد واسرار علوم المكاشفات لا يسطر في كتاب نعم ذكر ما يكسر سوره استبعادك ممكن وهو ان الشئ قد يكون كثيرا بنوع مشاهده واعتبار ويكون بنوع آخر من المشاهدة والاعتبار واحدا كما أن الانسان كثير إذا نظر إلى روحه وجسده وسائر أعضائه وهو باعتبار آخر ومشاهده أخرى واحد إذ نقول إنه انسان واحد فهو بالإضافة إلى الانسانية واحد وكم من شخص يشاهد انسانا ولا يخطر بباله كثره اجزائه وأعضائه وتفصيل روحه وجسده والفرق بينهما وهو في حاله الاستغراق والاستهتار مستغرق واحد ليس فيه تفرق وكأنه في عين الجمع والملتفت إلى الكثرة في تفرقه وكذلك كل ما في الوجود له اعتبارات ومشاهدات كثيره مختلفه وهو باعتبار واحد من الاعتبارات واحد وباعتبار آخر سواه كثير بعضه أشد كثره من بعض ومثال الانسان وإن كان لا يطابق (1) الغرض ولكن ينبه في الجملة على كشف الكنز وتستفيد من هذا الكلام ترك الانكار والجحود بمقام لم تبلغه وتؤمن به ايمان تصديق فيكون لك من حيث إنك مؤمن بهذا التوحيد نصيب منه وان لم يكن ما آمنت به صفتك كما انك إذا آمنت بالنبوة كان لك نصيب منه وان لم تكن نبيا وهذه المشاهدة التي لا يظهر فيها الا الواحد الحق سبحانه تارة يدوم وتارة يطرء كالبرق الخاطف وهو أكثر والدوام نادر عزيز جدا انتهى كلامه.
وقال في موضع آخر من كتاب الاحياء واما من قويت بصيرته ولم يضعف نيته فإنه في حال (2) اعتدال امره لا يرى الا الله ولا يعرف غيره ويعلم انه ليس