متعقلا من غير تعقل علته واضافته إليها والمعلول بما هو معلول لا يعقل الا مضافا إلى العلة فانفسخ ما اصلناه من الضابط في كون الشئ عله ومعلولا هذا خلف فاذن المعلول بالذات لا حقيقة له بهذا الاعتبار سوى كونه مضافا ولاحقا ولا معنى له غير كونه اثرا وتابعا من دون ذات تكون معروضه لهذه المعاني كما أن العلة المفيضة على الاطلاق انما كونها أصلا ومبدءا ومصمودا اليه وملحوقا به ومتبوعا هو عين ذاته فإذا ثبت تناهى سلسله الوجودات من العلل والمعلولات إلى ذات بسيطه الحقيقة النورية الوجودية متقدما عن شوب كثره ونقصان وامكان وقصور وخفاء برئ الذات عن تعلق بأمر زائد حال أو محل خارج أو داخل وثبت انه بذاته فياض وبحقيقته ساطع وبهويته منور للسماوات والأرض وبوجوده منشا لعالم الخلق والامر تبين وتحقق ان لجميع الموجودات أصلا واحدا أو سنخا فاردا هو الحقيقة والباقي شؤونه وهو الذات وغيره وأسماؤه ونعوته وهو الأصل وما سواه أطواره وشئونه وهو الموجود وما ورائه جهاته وحيثياته ولا يتوهمن أحد من هذه العبارات ان نسبه الممكنات إلى ذات القيوم تعالى يكون نسبه الحلول هيهات ان الحالية والمحليه مما يقتضيان الاثنينية في الوجود بين الحال والمحل وهاهنا اي عند طلوع شمس التحقيق من أفق العقل الانساني المتنور بنور الهداية والتوفيق ظهر ان لا ثاني للوجود الواحد الاحد الحق واضمحلت الكسره الوهميه وارتفعت اغاليط الأوهام والآن حصحص الحق وسطع نوره النافذ في هياكل الممكنات يقذف به على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق وللثنويين الويل مما يصفون إذ قد انكشف ان كل ما يقع اسم الوجود عليه ولو بنحو من الانحاء فليس الا شانا من شؤون الواحد القيوم ونعتا من نعوت ذاته ولمعه من لمعات صفاته فما وضعناه (1) أولا ان في
(٣٠٠)