فقد علم أن العبث غاية القوة الخيالية على التفصيل المذكور والشرائط المبينه فقول القائل ان العبث من دون غاية البتة أو من دون غاية هي خير أو مظنونه خيرا غير صحيح فان الفعل لا يجب ان يكون له غاية بالقياس إلى ما ليس مبدء ا له بل بالقياس إلى ما هو مبدء له ففي العبث ليس مبدء فكرى البتة فليست فيه غاية فكريه واما المبادى الاخر فقد حصلت لكل منها غاية في فعله يكون تلك الغاية خيرا بالقياس اليه فان كل فعل نفساني فاشوق مع تخيل وان لم يكن ذلك التخيل ثابتا بل يكون زائلا فلم يبق الشعور به فان التخيل غير الشعور به ولو كان لكل شعور شعور به لذهب إلى غير النهاية ثم إن لانبعاث الشوق من النائم والساهي وكذا ممن يلعب بلحيته مثلا عله لا محاله اما عاده أو ضجر عن هياه أو اراده انتقال إلى هياه أخرى أو حرص من القوى الحساسه ان يتجدد لها فعل إلى غير ذلك من أسباب جزئيه لا يمكن ضبطها والعادة لذيذه والانتقال عن المملول لذيذ والحرص على الفعل الجديد لذيذ كل ذلك بحسب القوى الحيوانية واللذه خير حسى أو تخيلى فهي خير حقيقي للحيوان بما هو حيوان وظني بحسب الخير الانساني فليس هذا الفعل خاليا عن خير حقيقي بالقياس إلى ما هو مبدء له وان لم يكن خيرا حقيقيا عقليا المبحث الثاني في الاتفاق زعم ذيمقراطيس ان وجود العالم انما يكون بالاتفاق وذلك لان مبادى العالم اجرام صغار لا يتجزى لصلابتها وهي مبثوثه في خلاء غير متناه وهي متشاكله الطبائع (1) مختلفه الاشكال دائمه حركه فاتفق ان تصادمت منها جمله واجتمعت
(٢٥٣)