من حيث هو وجود لا يقبل ذلك بل الاختلاف بين العلة والمعلول انما يكون في أمور ثلاثة التقدم والتأخر والاستغناء والحاجة والوجوب والامكان أقول لعله أراد (1) بالوجوب هاهنا نفس المعنى العام الذي يقال له الوجود الاثباتي الذي يحمل على الماهيات في الذهن ويعرض للنسبة بينها وبينه كيفية الوجود والامكان والامتناع ولذلك قيد الوجود في عدم قبوله للاختلاف المذكور بقوله من حيث هو وجود واما الوجود الحقيقي الذي يطرد العدم وينافيه فلا شبهه للقائلين به انه مما يتفاوت في الشدة والضعف والقوة كيف والشيخ قد صرح في كثير من مواضع كتبه بان بعض الموجودات قوية الوجود وبعضها ضعيفه كالزمان وحركه وأشباهها وأيضا الماهية قد تكون مشتركه بين الوجود الذهني والخارجي والتفاوت بينهما بالوجودين ولا شك ان الخارجي أقوى من الذهني لأنه مبدء الآثار المختصة دون الذهني فصل [9] في أنه كيف (2) يصح قولهم بان العلة التامة للشئ المركب يكون معه اعلم انا قد بينا ان ماهية الشئ هي عين صورته ومبدء فصله الأخير حتى لو وجدت
(١٨٩)