مشاكله جوهرها واما سائر الأفاعيل كالعقد والحل والتسويد والتبييض وغيرها فإنما هي توابع ضرورية وستعلم اقسام الضروري الذي هو احدى الغايات بالعرض وقد ذكر في كتاب الشفاء ابطال مذهب انباذقلس ببيانات مبينه على المشاهدات وشواهد موضحه ولذلك حمل بعضهم كلامه في البخت والاتفاق على أنه من الرموز والتجوزات أو انه مختلق عليه لدلاله ما تصفحه ووجده من كلامه على قوه سلوكه وعلو قدره في العلوم ومن جمله تلك الدلائل الواضحة ان البقعه الواحدة إذا سقط فيها حبه بر وحبه شعير انبت البر برا والشعير شعيرا فعلم أن صيرورة جزء من الأرض برا والاخر شعيرا لأجل ان القوة الفاعلة تحركها إلى تلك الصورة لا لضرورة المادة لتشابهها ولو فرض اجزاء الأرض مختلفه فاختلافها ليس بالماهية الأرضية بل لان قوه في الحبة أفادت تلك الخاصية لذلك الجزء الأرضي فان كانت افاده تلك الخاصية لخاصيه أخرى سابقه عليها لزم التسلسل وان لم يكن كذلك كانت القوة المودعه في البره لذاتها متوجهه إلى غاية معينه والا فلم لا ينبت الزيتون برا والبطيخ شعيرا.
ومنها ان الغايات الصادرة عن الطبيعة في حال ما يكون الطبيعة غير معوقه كلها خيرات وكمالات ولهذا إذا تادت إلى غايات ضاده كان ذلك في الأقل فلهذا يطلب الانسان لها سببا عارضا فيقول ما ذا أصاب هذا الحيوان حتى مرض وذبل ولم لا ينبت البر والشعير وإذا كان كذلك فالطبيعه متوجهه إلى الخير ان لم يعقها عائق.
وأيضا انا إذا أحسسنا بقصور من الطبيعة اعناها بالصناعة كما يفعله الطبيب معتقدا انه إذا زال العائق واشتدت القوة توجهت الطبيعة إلى افاده الصحة والخير وهذا يدل على المقصود المبحث الثالث في غاياه الأفعال الاختيارية ان من المعطلة قوما جعلوا فعل الله تعالى خاليا عن الحكمة والمصلحة