في مغلطة عظيمه من جهة اشتراك الاسم في استعمالات القوم فاغمضوا الأعين عن مقتضى البراهين حتى تورطوا في مهلكه الزيغ في صفات الله الحقيقية واعتقدوا زيادتها على الذات المقدسة وان ذاته بذاته من غير عروض صفه لاحقه عاطله عن كمال الإلهية والواجبية تعالى عن النقص علوا كبيرا ولم يعلموا ان برهان عينيه الصفات الحقيقية الكمالية واثبات توحيده ليس سبيله هذا السبيل (1) حتى لو لم يجز في اللوازم لكان للقول بزيادة الصفات الكمالية مساغا حاشى الجناب الإلهي عن ذلك.
وربما يقال ايرادا على البرهان المذكور المبتنى على تعدد جهتي الامكان والوجوب ان معنى قابلية الشئ لامر انه لا يمتنع حصوله فيه بمعنى الامكان العام وهو لا ينافي الوجوب.
ودفعه بان معنى القابلية والاستعداد انه لا يمتنع حصول الشئ ولا عدم حصوله في القابل وهو المعنى الخاص ولو فرضنا الامكان العام فليس تحقق معناه في أحد نوعيه أعني الوجوب بل يؤخذ معناه ومفهومه الأعم على وجه لا يحتمل الا الامكان الخاص فينا في تعين الوجوب الذي لا يحتمله وبالجملة فكون المادة الحاملة لقوه وجود الشئ وامكانه غير القوة الفاعلة الموجبة له مما لا يليق الخلاف فيه بين المحصلين إذ كل من رجع إلى فطرته السليمة عن غشاوة التقليد وعمى التعصب يحكم بان الشئ الواحد بما هو واحد لا يستفيد الكمال عن نفسه فصل [7] في أن التصورات قد يكون مبادي لحدوث الأشياء اما اجمالا (2) فقد علمت من مباحث القوى وتجدد الطبائع وغير ذلك بالقوة