المنفيه عن الانسان في قوله (1) تعالى هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا فهي شيئية الوجود المتميز المخصوص باعتبار تميزها وخصوصها لئلا يلزم التناقض وكذا الشيئيه المذكورة في قوله ع كان الله ولم يكن معه شئ ومعلوم ان ليس للماهيات الامكانية عند أهل الله والعارفين الا الشيئيه الثبوتيه لا الشيئيه الوجودية الا على ضرب من المجاز ولاجل ذلك لما سمع شيخ الطائفة الفائزه بالحق أبو القاسم الجنيد البغدادي حديث كان الله ولم يكن معه شئ قال والآن كما كان وذكر الشيخ علاء الدولة في رسالة فوائد العقائد في صفه أهل الله وهم الذين يصلون إلى مقام الوحدة من غير شبهه الحلول والاتحاد والمشاهدون جمال ربهم كما كان ولم يكن معه شئ ويعرفون انه الان كما كان وقال في هذه الرسالة حكاية عن نفسه وابصر كل شئ هالك الا وجهه واعاين كل من عليها فان من غير شك وتخمين وهذا المقام مقام الوحدة.
فإذا تقررت هذه المقدمات فنقول ان الماهيات والأعيان الثابتة وان لم تكن موجوده برأسها بل مستهلكه في عين الجمع سابقا وفي تفصيل الوجودات لاحقا لكنها بحسب اعتبار ذواتها من حيث هي هي بحسب تميزها عن الوجود عند تحليل العقل منشا الاحكام الكثيرة والامكان وسائر النقائص والذمائم اللازمة لها من تلك الحيثية ويرجع إليها الشرور والآفات التي هي من لوازم الماهيات من غير جعل فتصير (2) بهذا الاعتبار وقايه للحق عن نسبه النقائص اليه فعدم اعتبار