صيرورته رجلا يستحيل ان ينتقل إلى المنوية.
عقد وحل قد أورد في الشفاء هاهنا اشكالا وهو ان النفس الخالية عن جميع الاعتقادات قد يعتقد في بعض المسائل اعتقادا خطا فلا يكون ذلك الاعتقاد استكمالا فقد انتقض قولكم ان كل صفه حصلت في محل بحيث لا يكون حصولها سببا لزوال امر فحصولها استكمال.
أقول بل حصول الاعتقاد (1) الخطا نوع استكمال لبعض النفوس الساذجة لكونه صفه وجوديه والوجود خير من العدم وانما شريته لأجل بطلان الاستعداد للكمال الذي يختص بالقوة العاقلة كالكيفية السمية فإنها كمال للعنصر وآفة للصورة الحيوانية بل كل صفه من الصفات المذمومة كالظلم والحرص وغيرهما كما لبعض القوى النفسانية وانما يوجب نقصانا للقوة العالية عليها وهي العقلية فالجهل المركب لكونه صوره عقلية وصفه وجوديه هي كمال للعقل الهيولاني المصحوب للهياه النفسانية التخيلية والذي لا كمالية فيه أصلا هو الجهل البسيط وهو ليس بصفة بل عدم صفه واما القسم الاخر وهو ان يكون حدوث الصفة في المحل موجبا لزوال شئ عنه فذلك الشئ قد يكون صوره مقومه كالهوائية إذا حدثت يوجب زوال المائية عن المحل وقد يكون كيفية كما أن حدوث السواد يوجب زوال البياض وقد يكون كميه وشكلا والكل واضح وبالجملة فمن (2) حكم بصحة الانعكاس في هذا القسم لان المادة إذا انقلبت من المائية إلى الهوائية صح انقلابها