هذه مبادي الأمور الجزئية فجاز أن تكون تصورات تلك النفوس مبادي الأمور العظيمة وإن كان نادرا أو غريبا ومن هذا القبيل الطلسمات والنيرنجات كما قال الشيخ ان للقوى العالية الفعالة والقوى السافلة المنفعلة اجتماعات على غرائب ومما يتعلق بهذا المبحث ان الرأي الكلى لا يكون منشا لحصول افعال جزئيه وذلك لان الكلى مشترك بين جزئياته متساوي النسبة إلى كل واحد واحد من المندرجات فيه فلما كان سببا لوقوع واحد منها مع أن نسبته اليه كنسبته إلى غيره لزم من ذلك وقوع الممكن بلا سبب وهو محال.
عقده وحل لقائل ان يقول كل ما دخل أو يدخل في الوجود فهو جزئي وله ماهية كليه فلا بد ان يكون سبب الوقوع لجزئي من جزئياتها اراده جزئيه لكن الباري سبحانه علمه كلى وارادته (1) كليه عند الحكماء مع اتفاقهم على أنهما مبدء ان لوجود الممكنات وبعبارة أخرى الحكماء جعلوا تصورات المبادي المفارقة عللا لتكون الأجسام والاعراض في عالمي الابداع والتكوين وتلك التصورات كليه وهذه الأشياء جزئيات فما هو المتصور عند الأوائل ممتنع الحصول هاهنا وما هو الحاصل هاهنا غير متصورهم فبطل قول الفلاسفة.
وحله ان الجزئي على ضربين أحدهما ان يكون له أمثال في الوجود ولنوعه افراد منتشرة والثاني ان لا مثل له في الوجود وان فرضه العقل فما يكون من قبيل الأول فلا تخصص لواحد منها في الوجود الا بأحوال خارجه عن ماهياتها ولازم ماهياتها والعقل (2) لا يمكن ان يدركه الا باله جسمانية فالإرادة الكلية لا تنال