رائحة وليس فيه رائحة هو قولنا فيه رائحة وفيه ما ليس رائحة فان في الأول القولان لا يجتمعان وفي الثاني يجتمعان.
قال ومثل هذا الكلام في السقوط اظهر من أن يخفى على ضعفاء العقول فلا ادرى كيف اشتبه على الذين يدعون الكياسة والعجب ممن يفني عمره في تعليم المنطق وتعلمه ليكون له آله عاصمة لذهنه عن الغلط ثم لما جاء إلى المطلوب الأشرف اعرض عن استعمال تلك الاله حتى وقع في الغلط الذي يضحك منه الصبيان.
أقول إن ما ذكره أيضا يدل دلاله واضحه على أن هذا الجليل القدر ما تصور معنى الواحد الحقيقي وكونه مبدء ا لشئ وان مثله كما قال الشيخ فيمن ادعى انه يتكلم بالمنطق مع قدوة الحكماء أرسطاطاليس وهو واضعه ان هذا الرجل يتمنطق على المشائين فهو أيضا يتمنطق على مثل الشيخ الرئيس فاضل الفلاسفة ا ليس ذلك منه غيا وضلالا وحمقا وسفاهة فانا قد قررنا ان المصدرية بالمعنى المذكور نفس ماهية العلة البسيطة والماهية من حيث هي ليست الا هي فإذا كان البسيط الحقيقي مصدرا ل " ا " مثلا ولما ليس ا مثلا كانت مصدريته لما ليس ا غير مصدريته ل ا التي هي نفس ذاته فتكون ذاته غير ذاته وهذا هو التناقض.
واما ما ذكره العلامة الدواني في تتميم كلام الشيخ ان صدور لا ا ليس صدور ا فهو لا صدور ا فما اتصف بصدور لا ا فقد اتصف بلا صدور ا فإذا كان له حيثيتان جاز ان يكون متصفا من حيثية بصدور ا ومن حيثية أخرى بلا صدوره من غير تناقض اما إذا لم يكن له الا حيثية واحده لم يصح ان يتصف بهما للزوم التناقض وتفصيله ان اتصاف الشئ بأمر هو لا اتصافه باخر فهو من حيث الاتصاف بذلك الشئ لا يتصف بغيره فلا يجوز اجتماعهما من حيثية واحده.
وفيه بحث اما أولا فلان اجتماع النقيضين في ذات واحده مستحيل سواء ا كان من جهتين أو من جهة واحده وشروط التناقص ووحداته (1) مشهوره