تحصلات في ذاتها مع قطع النظر عن الصور لان المادة البسيطة لا تحصل لها في ذاتها فلها في مرتبه ذاتها ليس الا ابهام محض والا لكان فيها في نفسها مبادى فصول ذاتية وهو مستحيل كما سيتضح في مباحث الهيولى فالحق ان تعدد المواد الفلكية انما هو بأسبابها الصورية المحصلة لذاتها موجوده بالفعل وبضرب من اتحادها بتلك الصور التي هي مباد لفصول حقيقيه ذاتية فيكون لها في ذاتها مع قطع النظر عن تلك الصور المقومة نحوا من الوحدة الجنسية باعتبار (1) والشخصية باعتبار آخر عند اخذها لا بشرط شئ أو بشرط لا شئ فصل [19] في حال شوق الهيولى إلى الصورة ان هذا مما اثبته القدماء من الحكماء على ما حكى عنهم وما ظهر لنا من آثارهم ونتائج أفكارهم يدل دلاله واضحه على أن مبنى رموزهم واسرارهم ليس على المجازفه والتخمين ولا على مجرد الظن والتخيل من غير يقين بل أمورهم كانت مبنيه على المكاشفات النورية والبراهين اليقينية بعد تصفيه بواطنهم بالرياضات المصفيه للقلوب وتنقيه ضمائرهم عن الكدورات المكدرة للعقول حتى صفت أذهانهم ولطفت اسرارهم وتصيقلت مرآتهم واحتذت بها شطر الحق وظهرت لها جليه الحال ثم أشاروا إلى نبذ منها حسب ما وجدوه مناسبا للنفوس المستعدين له من المقال على ما هو شانهم في كثير من نظائر هذا المقام من الأمثال الا ان من تأخر عنهم من لدن تحريف الحكمة وتغيير المنهج في اكتسابها وعدم الدخول في البيوت
(٢٣٢)