في التجلي باعتبار مظهر واحد ومنه يستفاد ان العلم بكل حقيقة لا يكون الا حضورها لا حصول شبح آخر منها لان ظهور شبحها ليس هو بعينه ظهورها والا لزم التكرار (1) وقد نفاه العرفاء كما قد تبين لك.
ومن هاهنا ينكشف لذي البصيرة دقيقه أخرى هي انه قد اختلف الحكماء في أن ادراك النفس الانسانية حقائق الأشياء عند تجردها واتصالها بالمبدء الفياض ا هو على سبيل الرشح أو على نهج (2) العكس اي من جهة افاضه صور الأشياء على ذاتها أو على نهج مشاهدتها في ذات المبدء الفعال ولكل من المذهبين وجوه ودلائل مذكوره في كتب أهل الفن وعند التحقيق يظهر على العارف البصير انه لا هذا ولا ذاك بل بان سبب الاتصال التام للنفس بالمبدء لما كان من جهة فنائها عن ذاتها واندكاك جبل انيتها وبقائها