فحاله كحال امتياز زمان عن زمان ومقدار عن مقدار من أنه مما يحصل بنفس حقائقها والتشخص بالمعنى المذكور قد يكون بنفس الذات كما في واجب الوجود وقد يكون بلوازم الذات كالشمس فان الوضع هناك من لوازمها وقد يكون بعارض لاحق في أول الوجود وقد بين انه من باب الوضع والزمان لا غير واما تشخص النفس فبالعلاقة التي بينها وبين البدن وتشخص القوى البدنية فبالبدن الذي هي فيه فصل [3] في انحاء التعين (1) قد مضى ان تعين الشئ غير تشخصه إذ الأول امر نسبي دون الثاني لأنه نحو وجود الشئ وهويته لا غير فالتعين ما به امتياز الشئ عن غيره بحيث لا يشاركه فيه وهو قد يكون عين الذات كتعين الواجب الوجود الممتاز بذاته عن غيره وكتعينات الماهيات الامكانية والمفهومات العقلية في الذهن فإنها أيضا عين ذواتها وقد يكون امرا زائدا على ذاته حاصلا له دون غيره كامتياز الكاتب من الأمي بالكتابة وقد يكون لعدم حصول ذلك الامر له كامتياز الأمي من الكاتب بعدم الكتابة والأول لا يخلو من أن يعتبر حصول هذا الامر له مع قطع النظر عن عدم حصول غير ذلك الامر له كاعتبارنا حصول الكتابة لزيد مع قطع النظر عن عدم حصول الخياطة له أو يعتبر حصوله مع عدم حصول غيره له فالتعين الزائد قد يكون وجوديا وقد يكون عدميا وقد يكون مركبا منهما والنوع الواحد قد يجمع لجميع أنواع التعين فالانسان مثلا ممتاز بذاته عن الفرس وبحصول صفه وجوديه في فرد من افراده يمتاز عن المتصف بصفة أخرى وجوديه كزيد الرحيم الممتاز عن عمرو القهار وعن المتصف بصفة عدمية كالعليم عن الجهول ويمتاز الكاتب الغير الخياط عن الخياط الغير الكاتب بصفى وجوديه مع عدم صفه أخرى وبالعكس والتعينات الزائدة كلها من لوازم (2)
(١٥)