وإن كان استعمالهم له في العلل الفاعلية.
فلنتعمد إلى بيان تناهى العلل التي هي اجزاء من وجود الشئ ويتقدمه بالزمان وهو المختص باسم العنصر لأنه الجزء الذي يكون الشئ معه بالقوة فاعلم أولا ان الشئ لو حصل بكليته في شئ آخر فلا يقال لذلك الاخر انه كان عن الأول مثل الانسان فإنه بتمامه موجود في الكاتب فلا جرم لا يقال إنه كان عن الانسان كاتب فإذا متى كان الشئ متقوما بشئ آخر من جميع الوجوه فإنه لا يقال للمتقوم انه كان عن ذلك المقوم وأيضا لو لم يحصل شئ منه في شئ آخر فإنه لا يقال لذلك الاخر انه كان من الأول فلا يقال إنه كان من السواد بياض لأنه ليس شئ من السواد موجودا في البياض فاذن متى كان حصول الشئ بعد حصول شئ آخر من جميع الوجوه فإنه لا يقال للمتأخر انه كان عن المتقدم فاما إذا حصل بعض اجزاء الشئ في شئ آخر ولم يحصل كل اجزائه فيه فهناك يقال لذلك الاخر انه كان من الأول مثل ما يقال إنه كان من الماء هواء وذلك لان الشئ الذي هو الماء لم يوجد بكليته في الهواء بل وجد جزء ه وكذلك يقال كان عن الأسود ابيض وكان عن الخشب سرير لان الخشب لا يصير سريرا الا إذا وقع فيه تغير ما ويظهر من هذا ان الشئ انما يقال له انه كان عن شئ آخر إذا كان متقوما ببعض اجزائه ومتأخرا عن بعض اجزائه ولا بد ان يجتمع فيه أمران أحدهما التقوم ببعض منه والاخر ان لا يجتمع مع بعض آخر فإذا تقرر هذا الاصطلاح فقد ظهر ان مادة الشئ قد يراد (1) به الجزء القابل للصورة وقد يراد به الذي من شانه ان يصير جزء ا قابلا لشئ آخر كالماء إذا صار فيه هواء ا فان الجزء القابل للصورة المائية صار قابلا للصورة الهوائية فنقول اما تناهى المواد بالمعنى الأول لأنه لو كان لكل