وذهب الشيخ المتأله المتعصب لإفلاطون ومعلميه وحكماء الفرس موافقا لهم إلى أنه يجب ان يكون لكل نوع من الأنواع البسيطة الفلكية والعنصرية ومركباتها النباتية والحيوانية عقل واحد مجرد عن المادة معتن في حق ذلك النوع وهو صاحب ذلك النوع وربه وقد استدل على اثباتها بوجوه.
الأول (1) ما ذكره في المطارحات وهو ان القوى النباتية من الغاذية والنامية والمولدة اعراض اما على رأى الأوائل فلحلولها في محل كيف كان (2) واما على رأى (3) المتأخرين فلحلولها في محل يستغنى عنها لان صور العناصر كافيه في تقويم وجود الهيولى والا لما صح وجود العناصر والممتزجات العنصرية وإذا كانت الصور كافيه في تقويم الهيولى لزم ان يكون القوى الثلاثة المذكورة اعراضا وإذا كانت هذه القوى اعراضا فالحامل لها اما الروح البخاري أو الأعضاء فإن كان هو الروح الذي هو دائم التحلل والتبدل فيتبدل القوى الحالة بتبدل محالها وإن كان الأعضاء وما من عضو منها الا وللحرارة سواء ا كانت غريزية أو