فصل [18] في ألقاب العلة العنصرية اعلم أن وضع الأسامي للأشياء قد يكون باعتبار ذواتها وماهياتها وقد يكون باعتبار عوارضها وإضافاتها الأول كالانسان والثاني كالكاتب وربما لم يوضع لنفس + + + + + ذات الشئ اسم وذلك كحقيقة النفس الانسانية حيث لم يوضع لها بحسب جوهر ذاتها اسم بل اسم النفس انما وضع لها من حيث اضافتها إلى البدن وتحريكها إياه وتدبيرها له فنفسيه النفس ليس كانسانيه الانسان وزيدية زيد الا ان يراد من النفس معنى آخر هو الذات مطلقا فيكون اسما لمفهوم عام عقلي ولا يكون اسما للماهية مخصوصة فظهر ان بعض الحقائق مما لم يوضع له اسم لخصوص ذاته بل باعتبار امر عرضى ومن هذا القبيل الجوهر العنصري لم يوجد له اسم لخصوص ذاته بل لحيثياتها الزائدة عليها فهو من جهة انه بالقوة يسمى هيولي ومن جهة انها حامله بالفعل يسمى موضوعا بالاشتراك اللفظي بينه وبين الذي هو جزء رسم الجوهر وبين الذي هو في مقابله المحمول ومن حيث إنها مشتركه بين الصور يسمى مادة وطينه ومن حيث إنه آخر ما ينتهى اليه التحليل يسمى اسطقسا فان معنى هذه اللفظة هو الأبسط من اجزاء المركب ومن حيث إنه أول ما يبتدى منه التركيب يسمى عنصرا ومن حيث إنه أحد المبادى الداخلة في الجسم المركب يسمى ركنا وربما يتركون (1) هذه الاصطلاحات في بعض الأوقات فإنهم يطلقون لفظ الهيولى على ما للفلك من الجزء القابل وإن كان ذلك القابل ابدا يكون بالفعل وكذلك يسمونه مادة مع أن مادة كل واحد من الأفلاك مخصوصة به ويمكن الاعتذار عن الأول بان تلبس الهيولى الفلكية بصورتها ليس باستدعاء من قبل القابل بل من الأسباب الفعالة فكأنها في ذاتها خاليه عن الصورة وعن الثاني بان تعدد المواد الفلكية نوعا وشخصا ليس بحسب ان لها
(٢٣١)