الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٢٩٥
عيني بهذه الأمور الكلية التي لا يمكن رفعها عن العقل ولا يمكن وجودها في العين وجودا يزول به عن أن تكون معقوله سواء ا كان ذلك الموجود العيني موقتا أو غير موقت إذ نسبه الموقت وغير الموقت إلى هذا الامر الكلى المعقول نسبه واحده غير أن هذا الامر الكلى يرجع اليه حكم من الموجودات العينية بحسب ما يطلبه حقائق تلك الموجودات العينية كنسبه (1) العلم إلى العالم والحياة إلى الحي فالحياه حقيقة معقوله والعلم حقيقة معقوله متميزة عن الحياة كما أن الحياة متميزة عنه ثم نقول في الحق تعالى ان له علما وحياه فهو الحي العالم وفي الملك ان له حياه وعلما فهو الحي العالم وحقيقة العلم واحده وحقيقة الحياة واحده ونسبتهما إلى العالم والحى نسبه واحده ونقول في علم الحق انه قديم وفي علم الانسان انه محدث فانظر ما ذا أحدثته الإضافة من الحكم في هذه الحقيقة المعقولة وانظر إلى هذا الارتباط بين المعقولات والموجودات العينية فكما حكم العلم على من قام ان يقال فيه عالم حكم الموصوف به على العلم بأنه حادث في حق الحادث قديم في حق القديم فصار كل واحد محكوما به ومحكوما عليه ومعلوم ان هذه الأمور الكلية وان كانت معقوله فإنها معدومه العين موجوده الحكم كما هي محكوم عليها إذا نسب إلى الموجود العيني فيقبل الحكم في الأعيان الموجودة ولا يقبل (2) التفصيل ولا التجزى فان ذلك محال عليها فإنها بذاتها في كل

(١) تنظير للمقام فان مفاهيم الحياة والعلم والقدرة ونحوها في الواجب تعالى نظائر الماهيات الامكانية في الوجودات الخاصة في أنها مفاهيم منتزعه من الوجود الواجب كما سيقوله المصنف قدس سره في بيان كلام هذا المكاشف ويؤمى اليه قول هذا المكاشف والحياة حقيقة معقوله فكان مفاهيم الصفات بما هي مفاهيم كالماهيه للحقيقة الوجودية الوجوبية فالكاف في قوله قدس سره كنسبه العلم للتشبيه ويمكن ان يكون للتمثيل بان يكون المطلوب مجرد سراية حكم الموجود العيني إلى المعقول وبالعكس فسرايه حكم العيني إلى المعقول هاهنا اتصاف العلم بالقديم والحادث وعكسه استحقاقهما حمل العالم بسبب العلم س ره.
(٢) فان كل شخص من نوع حامل ماهية ذلك النوع بشراشرها وقول الحكماء نسبه الكلى الطبيعي إلى الاشخاص نسبه الاباء إلى الأولاد لا أب واحد معناه ان له حصصا والحصه حقيقتها العرفية الخاصة لا العامة ولا اللغوية ليست جزء الطبيعة بل لا تفاوت بينهما الا بالاعتبار فإنها نفس الطبيعة مقيده بالخصوصيات الصنفيه أو الشخصية بحيث يكون القيد خارجا والتقييد داخلا ثم التقييد بما هو تقييد مأخوذ لا بما هو قيد فيكون الحصة في المفاهيم الامكانية ايه الإضافة الاشراقية والتجلي الإلهي في الحقيقة الوجودية س ره.
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»
الفهرست