أقول لانيته لان الوحدة عندنا غير زائده على الوجود وذلك أنه ليس إذا فهمت الانسان وفهمت الواحد يجب ان يسنح لك ان الانسان واحد فبين ان الواحدية ليست مقومه للانسان بل من اللوازم فيكون الوحدة عارضه له لكن يجب عليك ان تتأمل فيما أسلفناه من أن كيفية عروض الوجود للماهيات على اي وجه حتى يتبين لك ان كون الوحدة زائده على الماهيات سبيله ما ذا فتفطن ولا تكن من الغافلين تلويح ومن جمله المضاهات الواقعة بين الوحدة والوجود افاده الواحد بتكراره العدد مثالا (1) لايجاد الحق الخلق بظهوره في صور الأشياء وتفصيل العدد مراتب الواحد مثال لاظهار الموجودات وجود الحق ونعوته الجمالية وصفاته الكمالية وكون الواحد نصف الاثنين وثلث الثلاثة وربع الأربعة إلى غير ذلك مثال للنسب والإضافات اللازمة للواجب بالقياس إلى الممكنات وظهور العدد بالمعدود مثال لظهور الوجودات الامكانية بالماهيات وهي بعضها حسية وبعضها عقلية كما أن بعض المعدود في الحس وبعضها في العقل ومن اللطائف ان العدد مع غاية تباينه عن الوحدة وكون كل مرتبه منه حقيقة برأسها موصوفه بخواص لا يوجد في غيرها إذا فتشت حاله لا يوجد (2) فيه ولا في حقائق مراتبه
(٨٧)