طلابها فما ظنك في الجمال المطلق الذاتي والنور الساطع الإلهي الذي في غاية العظمة ونهاية الكبرياء والكمال المدهش للعقول والقلوب من وراء سبعين الف حجاب نوراني وظلماني كما روى عن رسوله ص ان لله سبعين الف حجاب من نور (1) وظلمه لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه وتفطن مما قاله ع ان هذه النار من نار جهنم غسلت بسبعين ماء ثم أنزلت وقس (2) النور عليها في استنارته واحتجابه إذ لولاه لما كان للعالم وجود ولا ذوق ولا شهود لاحتراقه واضمحلاله من سطوعه فكما ان حراره هذه النار الجسمانية التابعة لصورتها النوعية شرر من نار قهر الله المعنوية بعد تنزلها في مراتب كثيره كتنزلها في مرتبه النفس بصوره الغضب إذ ربما يؤثر شده الغضب في احراق الاخلاط مع رطوبتها ما لا يؤثر النار في الحطب مع سوره اللهب ومن هذا يعلم أن كل مسخن لا يجب ان يكون حارا فكذلك الأنوار المحسوسة من النيران والكواكب أظلال وأشباح لأنوار لطف الله المعنوية وآثار لأضواء ملكوته وأشعة جماله بعد حبوطها في منازل امره وخلقه.
ايقاظ عقلي لا يخفى على من تنور قلبه واستضاء عقله بعد التأمل فيما مر من القواعد والأصول ان الغرض الأقصى في وجود العشق في جبله النفوس ومحبتها لشمائل الأبدان ومحاسن الأجسام واستحسانها زينه المواد والاجرام انما هو تنبيه لها من نوم الغفلة ورقدة الجهالة ورياضة لها من تخريج الأمور الجسمانية والأصنام الهيولانية إلى المحاسن الروحانية والفضائل العقلانية