الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٢٦٥
كما قيل (1) شعرا وما حب الديار شغفن قلبي * ولكن حب من سكن الديار المبحث الرابع في غاية الكائنات المتعاقبة لا إلى نهاية ولنمهد لبيانها مقدمه هي ان من جمله الغايات بالعرض هو الذي يقال له الضروري وهو على ثلاثة أقسام.
أحدها (2) الامر الذي لا بد من وجوده حتى يوجد الغاية على أن يكون وجوده متقدما على وجود الغاية مثل صلابه الحديد ليتم القطع وهذا يسمى نافعا اما في الحقيقة أو بحسب الظن ومن هذا القبيل الموت وأمثاله فان الموت غاية نافعه لنظام النوع وللنفس أيضا كما أشرنا اليه.

(١) قبله امر على جدار ديار سلمى اقبل ذا الجدار وذا الجدار أو في بعض النسخ امر على الديار ديار سلمى والنكتة في الاجمال أولا اوقعيه التعيين في النفس وأن يكون المبدل منه توطيه وتمهيدا لذكر البدل وان ديار سلمى كأنها كل الديار وغير ذلك ونظير البيتين قوله اقبل أرضا سار فيها جمالها فكيف بدار دار فيها جمالها س ره.
(٢) لعل المقام يحتاج إلى التوضيح فنوضحه بان هنا أبحاثا الأول ما أشير اليه من وجه الضبط بان الغاية بالعرض اما متقدمه بالذات على الغاية بالذات كالصلابه والموت واما معها بالذات كالادكنيه واما متاخره بالذات كحدوث الكائنات عن حركه الأفلاك والثاني التفرقة بين الصلابة والادكنيه حيث جعل إحداهما متقدمه على الغاية بالذات التي هي القطع والأخرى معها وذلك لان الصلابة عله للقطع بخلاف الادكنيه فان لها الصلابة الاتفاقية معه والثالث لعلك تقول الغاية معتبر فيها النهاية بوجه فكيف تطلق الغاية على الصلابة والادكنيه وهما مع السكين مثلا من أول صنعه إلى آخره قلنا يتحقق النهاية والاخريه فيهما بان المراد بالصلابه الصلابة المخصوصة التي بعد التليين وبالادكنيه هي التي في السكين بعد تماميه صنعه لا الكيفية التي في الحديد قبل تصقيله فإنها اسود أو ادكنيه.
وهاهنا جواب آخر وهو ان نجعل هذه غايات للقوى والطبائع التي تفعل في العناصر التي يحتبس فيها البخار والنار حتى يحصل المعادن ومن أسماء الله تعالى يا من في الجبال خزائنه س ره.
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»
الفهرست