القريبة من الفعل ان المؤثر في وجود الأجسام وطبائعها يجب ان لا يكون امرا مفتقرا في قوامه إلى المادة وكل ما لا يدخل المادة في قوامه فهو لا محاله صوره غير مادية فثبت ان مبادي الكائنات أمور صورية بل (1) تصورية.
واما تفصيلا فنقول من شان النفوس ان يحدث من تصوراتها القوية الجازمة أمور في البدن من غير فعل وانفعال جسماني فيحدث حراره لا عن حار وبرودة لا عن بارد والذي يدل عليه أمور الأول ان القوة المحركة التي في الانسان بل في الحيوان صالحه للضدين فيستحيل ان يصدر عنها أحدهما الا لمرجح وذلك المرجح (2) ليس الا تصوره لكون ذلك الفعل لذيذا أو نافعا فالمؤثر في ذلك الترجيح هو ذلك التصور واقتضاؤه لذلك الترجيح ان توقف على آله جسمانية توقف تأثير ذلك التصور في تلك الاله الجسمانية على آله جسمانية أخرى ولزم التسلسل وذلك محال فإذا تأثير تصورات النفوس في الأجسام لا يتوقف على توسط الآلات الجسمانية فثبت ما ادعيناه.
الثاني سيجئ في مباحث الفلكيات ان مبادي حركاتها هي تصوراتها واشواقها الثالث انا نشاهد من نفوسنا انا إذا أردنا الكتابة وعزمنا فعلنا عند عدم المانع ومبدء الإرادة هو التصور (3) وإذا تصورنا امرا ملذا مفرحا نرجو حصوله