الحسى انما هو ظل لها عنده انتهى كلامه وهذا التأويل مستبعد جدا إذ المنقول عن أفلاطون والأقدمين وتشنيعات اللاحقين من اتباع أرسطو على مذهبهم يدل على أن تلك الصور موجوده في الخارج قائمه بذواتها لا في موضوع ومحل وقد نقل عنه أنه قال إني رأيت عند التجرد أفلاكا نورية وعن هرمس انه كان يقول إن ذاتا روحانية القت إلى المعارف فقلت من أنت قال انا طباعك التام ولو لم يكن لكلماتهم دلالة صريحه على أن لكل نوع موجودا مجردا شخصيا في العالم الابداع لما شنعوا عليهم بما نقله الفارابي من أنه يجب من أقوالهم ان يكون في العقول (1) خطوط وسطوح وأفلاك ثم توجد حركات تلك الأفلاك والأدوار وان يوجد هناك علوم مثل علم النجوم وعلم اللحون وأصوات مؤتلفة وطب وهندسة ومقادير مستقيمة وآخر معوجه وأشياء باردة وأشياء حاره وبالجملة كيفية فاعله ومنفعلة وكليات وجزويات ومواد وصور في شناعات اخر وقال شيخنا وسيدنا ومن اليه سندنا في العلوم ادام الله علوه ومجده في بعض كتبه (2) العقلية ان القضاء على ضربين مختلفين علمي وعيني وكما يصح ان يعنى به ظهور في العلم وتمثل في العالم العقلي فكذلك يصح ان يعنى به وجود في الأعيان وعلمناك انه يمتنع اللانهاية بالفعل في القدر لان القضاء قرب القضاء والقدر وراء ما لا يتناهى ولا يضيق عن الإحاطة بجمله ما لا نهاية له مجمله ومفصله وهو واسع عليم وان ما يوجد في وعاء الدهر ويتم وجوده التدريجي بالفعل في أفق التغير ويبقى تحققه بتمامه في وعاء الدهر بقاء دهريا لا زمانيا فإنه يجب ان يكون متناهي الكمية سواء ا كان في الازال أو في الاباد وان الماديات
(٥٠)