والاعدام والنقائص والامكانات لأنها أمور عدميه وسلب العدم تحصيل الوجود فهو تمام كل شئ وكمال كل ناقص وجبار كل قصور وآفه وشين فالمسلوب عنه وبه ليس الا نقائص الأشياء وقصوراتها وشرورها لأنه خيرية الخيرات وتمام الوجودات وتمام الشئ أحق بذلك الشئ وآكد له من نفسه واليه الإشارة (1) في قوله تعالى وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وقوله تعالى وهو معكم أينما كنتم وقوله تعالى هو الأول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم فصل [35] في أن الامكان وإن كان متقدما على الوجود كما مر وكذا القوة وان كانت متقدمه على الفعل بالزمان فشئ منهما ليس من الأسباب الذاتية للوجود فنقول أولا الامكان امر عدمي كما مر والأمور العدميه غير صالحه للسببيه والتأثير فلا يصلح الامكان لان يكون سببا ولا جزء من السبب وذلك لان سبب الشئ ما يفيد ثبوت شئ والمفيد للثبوت لا بد وأن يكون له تعين وخصوصيه باعتبارها يتميز بسببيه شئ عن غيره والا فكونه سببا ليس أولى من كون غيره سببا وكل ما له في ذاته تعين وخصوصيه فهو ثابت فاذن كل سبب فهو ثابت وبعكس النقيض كل ما ليس بثابت فإنه لا يكون سببا وبهذا البيان يتبين انه لا يمكن ان يكون جزء سبب لان جزء السبب سبب لسببيه السبب ويعود إلى ما ذكرناه أولا فاعتبار الامكان ولا اعتباره واحد كسائر السلوب الغير المتناهية وان كانت لازمه لذات المؤثر.
الحجة الثانية ان الامكانات في الممكنات اما ان يكون تباينها في العدد فقط أو هي متباينة في الماهية فإن كان تباينها بالعدد فقط استحال ان يكون امكان شئ عله لوجود شئ لتساوى افراد طبيعة واحده في الأحكام الثابتة لبعضها لذاته فلا