الوجودات انما هو لأجل اختلاف مراتب الوجودات شده وضعفا وتقديما وتأخيرا وتركيبا ووحدانا فللوجودات باعتبار مراتبها ونسبها الواقعة بينها لوازم متخالفة أما تنظر إلى العدد ومراتبه المتخالفة الخواص والآثار مع أنها حصلت من الآحاد والواحد متشابه فيها فان للمراتب والنسب خواص عجيبة وآثار غريبه يعلمه أصحاب العلوم العددية والصنائع النجومية تنبيه فالحري ان يحمل كلام الأوائل على أن لكل نوع من الأنواع الجسمانية فردا كاملا تاما في عالم الابداع هو الأصل والمبدء وسائر افراد النوع فروع ومعاليل وآثار له وذلك لتمامه وكماله لا يفتقر إلى مادة ولا إلى محل متعلق به بخلاف هذه فإنها لضعفها ونقصها مفتقرة إلى مادة في ذاتها أو في فعلها وقد علمت جواز اختلاف افراد نوع واحد كمالا ونقصا وقول بعضهم ان الحقيقة الواحدة كيف يقوم بعضها بنفسه وبعضها بغيره ولو استغنى بعضها عن المحل لاستغنى الجميع ليس بصحيح مطلقا بل في المتواطئة فان استغناء بعض الوجودات عن المحل انما هو بكماله وكماله بجوهريته وقوته وغاية نقصه بعرضيته وضعفه واضافته إلى محل فلا يلزم من حلول شئ حلول ما يشاركه في الحقيقة المشتركة بعد التفاوت بينهما بالكمال والنقص والشدة والضعف وعلمت (1) أيضا ان كلا من الأنواع الجسمانية يتنوع ويتحقق ويتقوم بمحض الصورة النوعية التي هي متحدة مع الفصل الأخير والمادة في الجميع امر مبهم وجودها قوه شئ آخر كما أن الجنس المأخوذ منها ماهية ناقصه متحدة
(٦٢)