الكل على ترتيبه واحدا بعد واحد وهو الاخر بالإضافة إلى سير المسافرين اليه فإنهم لا يزالون مترقين من منزل إلى منزل إلى أن يقع الانتهاء إلى تلك الحضرة فيكون ذلك آخر السفر فهو آخر في المشاهدة وأول في الوجود والله عز وجل حيث أنبأنا عن غاية وجود العالم بالمعنى الثاني قال كنت كنزا مخفيا فأحببت ان اعرف فخلقت الخلق لأعرف فدلنا على أنه الغاية القصوى لوجود العالم معروفا كما أنه الفاعل والعلة الغائية له موجودا ودلنا أيضا على بعض الغايات المتوسطة بقوله لولاك لما خلقت الأفلاك فالغايه الأخيرة بالمعاني الثلاثة لوجود العالم انما هي وجوده تعالى ولقاء الآخرة ولذلك بنى العالم ولاجله نظم النظام واليه ينساق الوجود الا إلى الله تصير الأمور.
تذنيب قد تبين ان الموجودات العالمية كلها بحسب فطرتها الأصلية متوجهه نحو غايات حقه وأغراض صحيحه بل الغاية في الجميع شئ واحد هو الخير الأقصى فليعلم (1) ان هاهنا غايات اخر وهميه كما أشرنا اليه زينت لطوائف من الناس فهم سالكون إليها في لبس وعمايه من غير بصيره ودرايه وهم أكثر الناس الا عباد الله المخلصين فهؤلاء الطوائف مع ولى الوجود في شقاق فهم ليسوا عباد الله في الحقيقة ولا الله موليهم وسيدهم وحيث ما يتولونه فله لا محاله ولى الشيطان من الطواغيت فان شئت سمهم عبده الهوى وان شئت سمهم عبده الطاغوت فقد نزل بكل ذلك القرآن فمن تولى الله وأحب لقائه وجرى على ما اجرى عليه النظام الحقيقي تولاهم وهو يتولى الصالحين ومن تعدى ذلك وطغى وتولى الطواغيت واتبع الهوى فلكل نوع من الهوى طاغوت فتشخص لكل معبوده ووجه اليه كما في قوله تعالى ا فرأيت من اتخذ الهه هويه وانك لتعلم ان النظامات الوهميه والغايات الجزئية تضمحل ولا تبقى فكل من كان وليه