الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٣٢٩
ولهذا قيل نسبه هذا الوجود إلى الموجودات العالمية نسبه الهيولى الأولى إلى الأجسام الشخصية من وجه ونسبه الكلى الطبيعي كجنس الأجناس إلى الاشخاص والأنواع المندرجه تحته وهذه التمثيلات مقربه من وجه (1) مبعده من وجوه واعلم (2) ان هذا الوجود كما ظهر مرارا غير الوجود الانتزاعي الاثباتي العام البديهي والمتصور الذهني الذي علمت أنه من المعقولات الثانية والمفهومات الاعتبارية وهذا مما خفى على أكثر أصحاب البحوث سيما المتأخرين (3) واما العرفاء ففي كلامهم تصريحات بذلك قال الشيخ المحقق صدر الدين القونوى بعد ان تصور الوجود بالمعنى الثالث ومثله بالمادة بقوله الوجود (4) مادة الممكن وهياه المتهياه له بحكمه الموجد العليم الحكيم على وفق ما كان في علمه مهياه بهذه العبارة والعرض العام هو الضعف اللاحق به عند تقيده بقيد الامكان وبعده عن حضره الوجود واسره في أيدي الكثرة وقد سماه الشيخ العارف الصمداني الرباني محى الدين الاعرابى الحاتمي في مواضع من كتبه نفس الرحمان (5)

(1) واما وجه مباعده النسبتين فهو ان هذا الوجود من شده فعليته أو بساطته ووجدانه للوجودات وجامعيته لها وسعت كلها والهيولي وجنس الأجناس من فرط القوة والابهام وقله التحصل وكثره الفقدان والاعدام يفنيان في الصور والأنواع ويجتمعان ويتحدان معها ولذا فالماهية لا بشرط تجتمع مع الف شرط فأين التجرد الذاتي من كل شئ من فرط الغنى وأين التجرد الذاتي من كل شئ من فرط الفقر والفقدان س ره. (2) الداعي على هذا التبيين والتأكيد انه ذهب أوهام جمع إلى العام البديهي والمطلق المفهومي من اطلاقهم الوجود والعام والمطلق عليه وعلى حقيقة الوجود ومقام الظهور والمعروفيه كليهما نعم من ذهب وهمه من قول الحكماء ان الواجب تعالى هو الوجود ومن قول العرفاء ان الواجب هو الوجود المطلق إلى أنهم أرادوا المفهوم العام البديهي مع أنه زائد على حقائق الجميع عند الجميع كيف لا يذهب من اطلاقهم على فعله اليه تعالى عن ذلك ذاته وما من صقع ذاته علوا كبيرا س ره.
(3) القائلين باصاله الماهية واعتبارية الوجود س ره.
(4) اطلاق المادة التي هي في اصطلاح الحكماء اسم الجزء القابلى في المركبات الخارجية على الوجود المنبسط الارفع من كونه مقبولا فضلا عن أن يكون قابلا اصطلاح خاص بالعرفاء باعتبار المشابهه المذكورة وباعتبار ان المادة معربه مايه وقد علمت أن هذا الوجود أصل العالم س ره.
(5) هذا موافق للماثور عن أئمتنا المعصومين ع حيث عبروا عن المادة بالهباء والمادة أطلقت على هذا الوجود س ره.
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»
الفهرست