بحث وتعقيب قد أورد على قولهم ان الشيئين من نوع واحد يمتاز أحدهما عن الاخر ان اتحد المحل بالزمان بان الزمان نفسه إذا كان مقدار حركه الفلك فمحله جسم واحد فبما ذا يمتاز مع وحده المحل جزء منه من جزء آخر.
والجواب ان التميز بين اجزاء الزمان بنفس ذاتها فان المسمى بالزمان حقيقة متجددة متصرمة وليست له ماهية غير اتصال الانقضاء والتجدد فالسؤال بأنه لم اختص يوم كذا بالتقدم على يوم كذا وبم امتاز أحدهما عن الاخر مع تشابههما وتساويهما في الحقيقة يرجع إلى مثل ان يقال لم صار الفلك فلكا فان يوم كذا لا هويه له سوى كونه متقدما على يوم كذا ومتميزا عنه كما أن تقدم الاثنين على الثلاثة طبعا وامتيازه عنها ليس الا بنفس كونه اثنين ويتضح ذلك اتضاحا شديدا بان امتياز ذراع من الخط عن نصفه ليس بشئ خارج عن نفس هويته لأنها مع قطع النظر عن الأمور الخارجة من المحل والزمان يمتاز عنه فقد علم أن التميز عن المشاركات النوعية قد يحصل بنفس الحقيقة وما وجد في كلام الشيخ من أنه ليس شئ من المقولات يتشخص (1) بذاته الا الوضع فمراده الامتياز عن الغير مطلقا مع وحده الزمان فإنه لا يحصل الامتياز مع وحده الزمان الا بالوضع كما أنه لا يحصل الامتياز مع وحده الوضع الا بالزمان واما امتياز كل وضع عن وضع كالقعود (2) عن القيام