الزمان مستدرك لان الاجتماع لا يكون الا في زمان واحد غير صحيح وكان القائل به لم يرتق فهمه كوهمه من سجن الزمان وهاوية الحدثان وانما عدلنا عن التعريف المشهور في الكتب لمفهوم المتقابلين إلى تعريف مفهوم التقابل لان صيغه اللذان في قولهم المتقابلان هما اللذان لا يجتمعان في شئ واحد في حاله واحده من جهة واحده يشعر بما لهما ذات والعدم والملكة والايجاب والسلب لا ذات لهما وان أمكن الاعتذار بان معنى مثل هذه الألفاظ مأخوذ بحسب التصور الذهني والسلوب والاعدام كلها بحسب المفهوم الذهني امر فيكون معنى هذا التعريف ان المتقابلين هما المتصوران اللذان لا يصدقان على شئ واحد في حاله واحده من جهة واحده.
واما وجه كون التقابل أربعة أقسام ان المتقابلين اما ان يكون أحدهما عدما للاخر أو لا والأول ان اعتبر فيه نسبتها إلى قابل لما أضيف اليه العدم فعدم وملكه وان لم يعتبر فيه تلك النسبة فسلب وايجاب والثاني ان لم يعقل كل منهما الا بالقياس إلى الاخر فهما المتضائفان والا فهما متضادان.
وقد يقال في وجه الحصر لأنهما اما وجوديان أو لا وعلى الأول اما ان يكون تعقل كل منهما بالقياس إلى الاخر فهما متضائفان أو لا فهما متضادان وعلى الثاني يكون أحدهما وجوديا والاخر عدميا فاما ان يعتبر في العدمي محل قابل للوجودي فهما العدم والملكة أو لا فهما السلب والايجاب.
ويرد عليه (1) الاعتراض اما أولا فبجواز كونهما عدميين كالعمى واللاعمى المتقابلين بالسلب والايجاب وما يجاب به من أن اللاعمى بعينه هو البصر فالتقابل بينهما بالعدم والملكة فهو فاسد لان تعقل البصر لا يتوقف على انتفاعه وتعقل سلب انتفاء البصر متوقف عليه قطعا فلا يتحدان مفهوما وان كانا (2) متلازمين صدقا والغلط