عقده وفك قد ذكر الشيخ في الهيات الشفاء لابطال وجود المثل والتعليميات هذا القول انه إذا كان في التعليميات تعليمي مفارق للتعليمي المحسوس فاما ان لا يكون في المحسوس تعليمي البتة أو يكون فإن لم يكن في المحسوس تعليمي وجب ان لا يكون مربع ولا مدور محسوس وإذا لم يكن شئ من هذا محسوسا فكيف السبيل إلى اثبات وجودها بل إلى مبدء تخيلها فان مبدأ تخيلها كذلك من الموجود المحسوس حتى لو توهمنا واحدا لم يحس شيئا منها لحكمنا (1) انه لا يتخيل بل لا يعقل شيئا منها على انا (2) أثبتنا وجود كثير منها في المحسوس وان كانت طبيعة التعليميات قد توجد أيضا في المحسوسات فيكون لتلك الطبيعة بذاتها اعتبار فيكون ذاتها اما مطابقه بالحد والمعنى للمفارق أو مباينة له فان كانت مفارقه له فيكون التعليميات المعقولة أمورا غير التي نتخيلها أو نتعقلها ونحتاج في اثباتها إلى دليل مستأنف ثم نشتغل بالنظر في حال مفارقتها ولا يكون ما عملوا عليه من الاخلاد إلى الاستغناء عن اثباتها والاشتغال بتقديم الشغل في بيان مفارقتها عملا يستنام اليه وان كانت مطابقه مشاركه له في الحد فلا يخلو اما ان يكون هذه التي في المحسوسات انما صارت فيها لطبيعتها وحدها فكيف يفارق ما له حدها واما ان يكون ذلك امرا يعرض لها بسبب من الأسباب وتكون هي معروضه لذلك وحدودها غير مانعه عن لحوق ذلك إياها فيكون من شان تلك المفارقات ان تصير مادية ومن شان هذه المادية ان يفارق وهذا هو خلاف ما عقدوه وبنوا عليه أصل رأيهم وأيضا فان هذه المادية التي مع العوارض اما ان تحتاج إلى مفارقات غيرها لطبائعها فيحتاج المفارقات أيضا إلى أخرى وان كانت
(٧٣)