الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٣٩١
قبل الوجود.
ومنها انه لو فرضنا موجودين قديمين لم يكن احتياج أحدهما إلى الاخر أولى من العكس (1) إذ لا مزية لأحدهما على الاخر.
ومنها قد ثبت ان موجد العالم فاعل مختار (2) والقصد والداعي لا يكون ولا يتعلق الا بالاحداث لأنا نجد من أنفسنا امتناع القصد إلى تكوين الكائن.
ومنها ان البناء إذا وجد استغنى عن البناء والكتابة إذا وجدت استغنت عن الكاتب.
اما الجواب عن الأول فبالنقض والحل اما النقض (3) فباحتياج القادرية إلى القدرة والأسودية إلى السواد وغير ذلك واما الحل فتحصيل الحاصل بنفس التحصيل ليس بمحال بل واجب انما المحال اعطاء الوجود للموجود مره أخرى على أن ما ذكره مصادره على المطلوب.
اما عن الثاني فكون الشئ عله ليس لأنه قديم حتى لا يكون قديم بالمؤثرية أولى من قديم آخر كما أن كون الشئ معلولا ليس لأنه حادث حتى لا يكون

(1) ممنوع إذ يجوز ان يكون أحدهما قويا والاخر ضعيفا مع كونهما قديمين بالزمان فالضعيف محتاج والقوى محتاج اليه لا العكس واعتبر بالشمس وشعاعه إذا كانا قديمين بالزمان س ره.
(2) بنى الفاسد على الأفسد من ذا الذي يقول إنه تعالى فاعل بالقصد وبالداعي الزائد على ذاته بل الحكماء كما مر بين ان يقولوا انه تعالى فاعل بالعناية وانه فاعل بالرضا والتحقيق العرفاني يقتضى انه فاعل بالتجلي وان اعتبر القصد اللغوي المرادف للعناية والداعي الأعم من الذاتي والغيري فلا يختص بالاحداث كيف ويتعلق بالذات الأقدس س ره.
(3) حاصله ان الصفة النفسية في عرف المتكلمين ما به تماثل المتماثلين وما به تخالف المتخالفين كالأسودية للسواد والانسانية للانسان إذ باتفاق السوادين في الأسودية والانسانين في الانسانية وبخلاف السواد والحلاوة في الأسودية والحلوية تتحقق المثلية في الأولين والخلاف في الأخيرين والصفة هي المعنى القائم بالغير في عرفهم فهي معلول ذلك الغير مع كونه موجودا معه دائما ما دام الذات لأن العقد ضروري ضرورة ذاتية س ره.
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»
الفهرست