تصريح بان ما مع المتقدم ليس بمتقدم ولا بد من فرق بين الموضعين يدفع به التناقض وهو مشكل جدا.
أقول لا تناقض أصلا والفرق بين الموضعين في غاية الوضوح والانجلاء فان المعية بالعلية عبارة عن معيه أمرين هما معلولا عله واحده والتقدم بالعلة اما نفس كون الشئ عله أو ما يلزم ذلك ثم إن ذلك الشئ الواحد لا يكون له علتان وقد يكون له معلولان فالمعلولان هما معان وهما متأخران عن علتهما فما مع المتأخر متأخر لا محاله ولكن إذا كان أحد المعين عله لشئ متقدما عليه فيمتنع ان يكون المعلول الاخر عله له أيضا والا لزم اجتماع العلتين على معلول واحد فلا اشكال.
والعجب أن المحقق الطوسي ذهل عن هذا الفرق الواضح الجلي وتكلف في الجواب شيئا آخر مما لا وجه له (1) وهو ان المعية قد تكون بالذات وقد تكون لا بالذات والطبع بل بمجرد الاتفاق ولا شك ان وقوع اسم المعلول في الموضعين ليس بمعنى واحد فلعل الفرق هو تلك المباينة المعنوية فصل [4] في ابطال الدور والتسليل في العلل والمعلولات ويمكن التعبير عنهما بعبارة جامعه وهي ان يتراقى عروض العلية والمعلولية