من جهة كونه عله فاعليه لجميع الأشياء كما سنبرهن عليه وعلة غائيه وغرضا لها وهو بعينه آخر الأواخر من جهة كونه غاية وفائده تقصده الأشياء وتتشوق اليه طبعا واراده لأنه الخير المحض والمعشوق الحقيقي فمصحح الاعتبار الأول نفس ذاته بذاته ومصحح الاعتبار الثاني صدور الأشياء عنه على وجه يلزمها عشق يقتضى حفظ كمالاتها الأولية وشوق إلى تحصيل ما يفقد عنها من الكمالات الثانوية ليتشبه بمبدئها بقدر الامكان وقد علمت الفرق بين الغاية الذاتية والغاية العرضية.
شكوك وازاحات:
قد تحقق لديك ان كل فاعل يفعل فعلا لغرض غير ذاته فهو فقير مستفيض يحتاج إلى ما يستكمل به فما (1) يستكمل به يجب ان يكون اشرف واعلى منه فكل فاعل لغرض يجب ان يكون غرضه ما هو فوقه وإن كان بحسب الظن فليس للفاعل غرض حق فيما دونه ولا قصد صادق لأجل معلوله لان ما يكون لأجله قصد يكون ذلك المقصود أعلى من القصد بالضرورة فلو كان إلى معلول قصد صادق غير مظنون لكان القصد معطيا لوجود ما هو أكمل منه وهو محال فان اشتبه عليك ذلك بما ترى من تحقق بعض المعلولات على حسب ما يقصده قاصد كحصول الصحة من قصد الطبيب في معالجه شخص وتدبيره إياه لحصول صحته معتقدا انه قد استفيدت الصحة من قصده إياها وكونها غرضا له في