الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٢٢٥
شئ من مقدمها وتاليها بل وجوبه أو كذبه بل امتناعه الا ان الحق هو الأول منهما فان فاعل الكل كما سيجئ يعلم الكل قبل وجودها بعلم هو عين ذاته فيكون علمه بالأشياء الذي هو عين ذاته منشا لوجودها فيكون فاعلا بالعناية.
تمثيل:
أصناف الفاعلية المذكورة وانحائها الستة المسفورة متحققة في النفس الآدمية بالقياس إلى أفاعيلها المختلفة فان فاعليتها بالقياس إلى تصوراتها وتوهماتها بالرضا وكذا بالقياس إلى قواها الجزئية المنبعثة عن ذاتها المستعملة إياها المستخدمة لها كوهمها وخيالها فان النفس تستخدم المتفكرة في تفصيل الصور الجزئية وتركيبها حتى ينتزع الطبائع من الشخصيات ويستنبط النتائج من المقدمات وليس لتلك القوى ادراك (1) ذواتها لكونها جسمية والتجسم من موانع الادراك كما سيأتي على أن الوهم الذي هو رئيس سائر القوى ينكر نفسها فكيف حال سائر المدارك الجزئية والاستخدام لا يتم الا بادراك جزئي لما يستخدم وما يستخدم فيه فالنفس تدرك تلك الآلات المنبعثة عنها بنفس ذاتها المدركة وذواتها المدركة لا بادراك تلك القوى لذواتها كما علمت ولا بادراك آله أخرى إذ لا آله للالة وفاعليتها بالقياس إلى ما يحصل منها بمجرد التصور والتوهم بالعناية كالسقوط من الجدار المرتفع الحاصل منها من تخيل السقوط والقبض (2) الحاصل من جرم اللسان المعصر للرطوبة من تصورها للشئ الحامض وفاعليتها بالقياس إلى ما يحصل منها بسبب البواعث الخارجة عنها الداعية لها إلى تحصيل اغراضها واستكمالها لها بها بالقصد كالكتابة والمشي وغيرهما وفاعلية النفس الصالحة الخيرة

(1) اي ليس ادراك النفس إياها بحصول صور القوى في القوى والا لزم ادراكها لذواتها وأيضا لزم اجتماع المثلين كما ليس ادراكها بحصول صورها في ذات النفس والا أدركت كلياتها والحال ان جزئياتها هي المستعملة س ره.
(2) هذا مثال لمجرد كون العلم عله للفعل لا لكون العلم بالفعل عله له كما في المثال الأول لان العلم تعلق بالحموضة والفعل هو القبض والعصر س ره.
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»
الفهرست